بيوت لا تدخلها الملائكة: تجنب هذه الأفعال لتبارك منزلك
نهانا الرسول عليه الصلاة وأتم التسليم عن الدخول إلى بعض البيوت ولكن أيّ بيوت؟ إنها البيوت التي لا تدخلها الملائكة والتي تسكنها الشياطين وبالتالي لاتحصل فيها البركة أبداً.
يوجد بعض الأحاديث النبوية التي تحذرنا من الأمور التي تبعد الملائكة عن بيوتنا. والآن إليك بعض تلك الأمور مع الأدلة المثبتة بأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام: في بيوت لا تدخلها الملائكة.
بيوت لا تدخلها الملائكة فيها صورة
عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة أنه قال إن رسول الله ﷺ قال: (إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة)
قال بسرثم اشتكى زيد فعدناه :فإذا على بابه ستر فيه صورة فقلت لعبيد الله الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي ﷺ :ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟
فقال عبيد الله :ألم تسمعه حين قال (إلا رقماً في ثوب) رواه البخاري ومسلم
كما يوجد دليل آخر عن الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه حيث قال: دعوتُ النبي ﷺ فجاء فدخل فرأى ستراً فيه تصاوير فخرج وقال: (إنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير) رواه النسائي قال الشيخ الألباني صحيح.
كما نستعرض لكم دليلاً آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه استأذن جبريل عليه السلام على النبي ﷺ فقال: ادخل فقال: (كيف أدخل وفي بييتك سترٌفيه تصاوير فإما أن تقطع رؤوسها أو تجعلها بساطاً يوطئ فإنّ معشر الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير) رواه النسائي قال الشيخ الألباني: صحيح.
بيوت لا تدخلها الملائكة فيها تماثيل
أيضاً بيوت لا تدخلها الملائكة وهي التي يوجد فيها التماثيل وإليكم أعزائي بعض الأدلة: عن أبي سعيد أنّ النبي ﷺ قال: (إنّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تماثيل أو صورة) رواه أحمد والترمذي في الصحيح.
بيوت لا تدخلها الملائكة فيها كلاب
أيضاً بيوت لا تدخلها الملائكة التي يوجد فيها الكلاب والسبب الرئيسي نجاسة لعابه ،للأسف في يومنا الحالي قليلٌ أن تجد بيوتاً لا تربى فيها الكلاب على الرغم من نجاسته المغلظة والآن نأتي للأدلة:
عن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة” رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وفي رواية لمسلم”لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: أتاني جبريل فقال إني كنتُ قد أتيتكَ البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلتُ عليكَ البيت الذي كنتَ فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل.
وكان في البيت كلب فمر برأس التمثال الذي في الباب فليقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين توطآن ومر بالكلب فيخرج ففعل رسول الله ﷺ وكان ذلك الكلب جرواً للحسين أو الحسن تحت نضد له فأمر به فخرج.
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن حبان في صحيحه قال الألباني صحيح
كما أوضح الإمام النووي الأمر حيث قال: قال العلماء سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة
وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى وبعضها في صورة مايُعبد من دون الله تعالى وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله للنجاسات
ولأنّ بعضها يسمى شيطاناً كما جاء به الحديث والملائكة ضد الشياطين وأيضاً لقبح رائحة الكلب
كما أنّ الملائكة تكره الرائحة الكريهة ولأنها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشيطان. رحمه الله تعالى
كما أنه قال في هذا الموضوع: وأما هؤلاء الملائكة لا يدخلون بيتاً فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتّبريك والاستغفار وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون بني آدم في كل حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها.
بيوت لا تدخلها الملائكة فيها أجراس
عن عائشة رضي الله عنها قالت: بينما هي عندها إذ دخل عليها بجارية وعليها جلاجل يصوتن فقالت لا تدخلنها عليّ إلا أن تقطعوا جلاجلها كما قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جرس” رواه أبي داود وقال الشيخ الألباني: حسن
عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جلجل ولا جرس ولا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس” رواه النسائي وقال الشيخ الألباني: حسن
وعن أم حبيبة عن النبي ﷺ قال: “لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس” رواه أبو داود وقال الشيخ الألباني.
بيوت لا تدخلها الملائكة فيها بول منتقع
عن بكر بن ماعز قال سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن النبي ﷺ قال: “لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه بول منتقع ولا تبولن في مغتسلك” رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن والحاكم وقال صحيح الإسناد وقال الشيخ الألباني: صحيح
وقد ذكر لنا طارق الحمودي فائدة في مقال له بعنوان تحبير القول في معنى حديث: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه بول)
حيث قال: وحديث عبد الله بن يزيد مخالف بظاهره لما رواه أبو داود عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة عن أمها أنها قالت: “كان للنبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل”. رواه أبو داود والنسائي وقال الشيخ الألباني: صحيح
والجواب كما في حاشية السيوطي على النسائي وفيض القدير للمناوي: (أنه لعل المراد بانتقاعه طول مكثه ومايجعل في الإناء لا يطول مكثه غالباً)
وهو اختيار الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة (6/54) وذهب مغلطاي إلى طريقة أخرى في الجمع فنقل عنه السيوطي في حاشيته على النسائي أنه يحتمل أن يكون أراد كثرة النجاسة في البيت بخلاف القدح فإنه لا يحصل به نجاسة لمكان آخر.
واختار المناوي موافقة منه كما للولي العراقي كما قال: (أن هذا كان قبل اتخاذ الكنف في البيوت فلا يمكنه التباعد بالليل للمشقة أما بعد اتخاذها فكان يقضي حاجته فيها ليلاً ونهاراً)
وظهر لي بعد هذا أمر آخر لعله يكون قريباً أيضاً ,وهو أنهم ذكروا في خصائص النبي ﷺ أنّ بوله طاهر ،فيكون اتخاذه الطست للبول خاصاً به عليه الصلاة والسلام والنهي عام في أمته.
الملائكة لا تصحب رفقة فيها جلد النمر
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر. رواه أبو داود وقال الشيخ الألباني: صحيح.
ثلاثة أشياء لا تقربهم الملائكة
عن عمار بن ياسر أن رسول الله ﷺ قال :”ثلاثة لا تقربهم الملائكة جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق (في رواية بالزعفران) والجنب إلا أن يتوضأ. رواه أبو داود وقال الشيخ الألباني: حسن.
ويقصد بالخلوق (طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة).
ولقد نهى عنه لأنه من طيب النساء كما في النهاية.
والجنب معروف وهو الذي يجب عليه الغسل بالجماع وبخروج الماء الدافق ولعل المراد به هنا الذي يترك الاغتسال من الجنابة عادة فيكون أكثر أوقاته جنباً وهذا يدل على قلة دينه وخبث باطنه كما قال ابن الأثير.
وإلا فإنه قد صح أن النبي ﷺ كان ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء.
الملائكة تتأذى من الروائح الكريهة
عن جابر: أن نفراً أتو النبي ﷺ فوجد منهم ريح الكراث فقال ألم أكن نهيتكم عن أكل هذه الشجرة إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان. رواه ابن ماجه وقال الشيخ الألباني: صحيح.
الملائكة تتنزل على بيوت يُقرأ فيها القرآن
بيوت لا تدخلها الملائكة والتي لا يقرؤ فيها القرأن عن أبي سعيد الخدري أنّ أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكتت فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكتت الفرس
ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريباً منه فأشفق أن تصيبه فلما أخره رفع رأسه إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال
اقرأ ياابن حضير اقرأ ياابن حضير قال فأشفقت يارسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريباً فرفعت رأسي فانصرفت إليه ورفعت رأسي إلى السماء
فإذا مثل المظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال وتدري ماذاك ؟ قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم. متفق عليه واللفظ للبخاري
عن أسيد بن حضير رضي الله عنه أنه قال يارسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله ﷺ: اقرأ أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض.
ورسول الله ﷺ يقول اقرأ أبا عتيك فقال يارسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله ﷺ
تلك الملائكة تنزلت لقراءة سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب. رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البخاري ومسلم.